المنتخب الجزائري أمام تحدٍ قاري جديد في كأس أمم أفريقيا 2019
2025-08-14 09:15:57
بعد غياب مؤلم عن كأس العالم 2018 وخروج مخيب من كأس أمم أفريقيا 2017، يقف المنتخب الجزائري لكرة القدم على أعتاب منعطف حاسم في تاريخه مع انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 في مصر. يحمل "محاربو الصحراء" آمالاً كبيرة في استعادة أمجادهم القارية، خاصة مع توفر جيل ذهبي قد لا تتاح له فرصة أخرى للتنافس على اللقب.

إرث من الإنجازات والإحباطات

يمتلك المنتخب الجزائري سجلاً قارياً متناقضاً. فبعد غياب طويل عن المنافسات الأفريقية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، برز الفريق بقوة في ثمانينياته، حيث وصل إلى المباراة النهائية في نسخة 1980 وحقق إنجازاً تاريخياً بالتأهل لكأس العالم 1982. لكن اللقب الأفريقي ظل بعيد المنال باستثناء النسخة الوحيدة التي توج بها على أرضه عام 1990.

جيل ذهبي على المحك
يضم التشكيلة الحالية مزيجاً مثالياً من الخبرة والشباب. فبينما يقترب نجوم مثل إسلام سليماني ورفيق حليش من نهاية مسيرتهم الدولية، يبرز جيل جديد بقيادة رياض محرز (مانشستر سيتي) وسفيان فيغولي (غالطة سراي) الذين قدموا أداءً مميزاً مع أنديتهم الأوروبية هذا الموسم. كما يعتمد الفريق على دفاع قوي بقيادة عيسى ماندي (ريال بيتيس).
مجموعة متوازنة وفرصة ذهبية
أحسن الحظ مع "الخضر" في القرعة هذه المرة، حيث وُضعوا في المجموعة الثالثة مع السنغال (الخصم الرئيسي)، كينيا، وتنزانيا. مقارنة بمجموعة الموت في 2017 التي ضمت تونس والسنغال، تبدو المهمة أسهل هذه المرة، ما يمنح الفريق فرصة مثالية لبناء الزخم قبل الأدوار الإقصائية.
تحديات تقنية وضغوط جماهيرية
يواجه المدرب جمال بلماضي مهمة صعبة في قيادة عملية تجديد الفريق بعد تعيينه عام 2018. الضغوط كبيرة على "الخضر" لتعويض خيبات الأمل الأخيرة، خاصة مع توقعات الجماهير العالية من جيل يعتبر الأكثر موهبة في تاريخ الكرة الجزائرية.
رحلة البحث عن المجد المفقود
يبدأ المنتخب الجزائري مشواره في 23 يونيو بلقاء كينيا، ثم السنغال في 27 يونيو، قبل ختام دور المجموعات أمام تنزانيا في 1 يوليو. النجاح في هذه البطولة لن يعيد فقط البسمة لجماهير عانت من خيبات الأمل المتتالية، بل سيؤسس أيضاً لمرحلة جديدة قد تقود الفريق إلى مونديال قطر 2022 بثقة أكبر.
مع كل هذه العوامل، تبدو كأس الأمم الأفريقية 2019 فرصة تاريخية للجزائر لتدوين فصل جديد في سجلها الأفريقي، أو على الأقل لاستعادة مكانتها بين كبار القارة السمراء.